أمن
استمرار استراتيجية ’ميليشيات الظل‘ الإيرانية مع المقاومة الإسلامية في العراق
لإيران تاريخ طويل في استخدام ميليشيات ’ظل‘ غير معروفة لإخفاء دورها في الهجمات، وكانت آخر هذه الحالات مع وكيلتها كتائب حزب الله.
أنس البار |
يشكل الهجوم المميت الذي شنته الشهر الماضي الميليشيات التابعة لإيران على البرج 22 وهو مركز لوجستي أميركي في الأردن، سمة من سمات طريقة عمل الحرس الثوري الإيراني في المنطقة بمعنى أن يظل خلف الكواليس لكي يتجنب المسؤولية المباشرة.
ويصر النظام الإيراني على عدم وجود صلة له بوابل الهجمات التي تستهدف القواعد الأميركية في العراق وسوريا والسفن التجارية في البحر الأحمر، كما أنه يصر على أن الوكلاء في المنطقة يحافظون على "قدر كاف من الاستقلالية".
ولكن توجد أدلة متزايدة على أن إيران تحتفظ بدفة القيادة وتلعب دورا رائدا في تزويد الميليشيات التابعة لها بتكنولوجيات الصواريخ والأسلحة، فضلا عن تدريبها على كيفية استخدامها.
فيلق القدس يدير الوكلاء
وذكر المحلل السياسي طارق الشمري للفاصل أن "الوكلاء لا يعملون حتما من تلقاء أنفسهم. في النهاية، فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هو من يوجههم ويعطي لهم الأوامر وهم ينفذون".
وأضاف أن تلك الميليشيات "مطيعة"، مشيرا إلى أنها تأخذون الأمر على عاتقها علنا وتبرئ قادتها الإيرانيين من المسؤولية كي لا تطالهم العواقب.
وأشار إلى أن "الإيرانيين لا يخاطرون بتأكيد سطوتهم المطلقة على الميليشيات ليتجنبوا دفع ثمن رعايتهم لها".
وأكد أن هذه السياسة الاحتيالية لم تمنع محاسبة طهران على الحروب التي تشعلها بالوكالة في المنطقة.
وإن كتائب حزب الله تعد من أكثر وكلاء إيران نفوذا بالعراق وسوريا.
ولها تاريخ طويل من العنف ضد العراقيين والبعثات والمصالح الدولية في الشرق الأوسط، وهي تنتهج حيلة الإيرانيين ذاتها عبر تنفيذ هجمات تتبناها "جماعات ظل" غير معروفة للابتعاد عن طائلة المساءلة.
واجهة جديدة لكتائب حزب الله
ومع بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، ظهرت كتائب حزب الله بواجهة جديدة تدعى "المقاومة الإسلامية في العراق" لتتبنى معظم الهجمات على القواعد الأميركية، بما فيها الهجوم على البرج 22.
وقبل الرد الأميركي على ذلك الهجوم، أعلنت كتائب حزب الله أنها "علقت" عملياتها ضد القوات الأميركية في خطوة اعتبرها كثيرون اعترافا بالمسؤولية عن الهجوم.
وبحسب مراقبين، شكّل الإعلان "مناورة إيرانية" للحد من انتقام الولايات المتحدة مع إبقاء مساحة للضغط عبر وكلاء آخرين كحركة النجباء التي قالت إنها لن توقف هجماتها.
وفي الأيام التي سبقت الضربات الانتقامية الأميركية التي استهدفت عشرات الأهداف التابعة لوكلاء إيران في مناطق الحدود بين العراق وسوريا يوم 2 شباط/فبراير، تحدثت تقارير إعلامية عن قيام إيران بتقليص وجودها العسكري في سوريا.
فغادر كبار القادة وعشرات الضباط والمستشارين في الحرس الثوري الإيراني إلى إيران تاركين لوكلائهم مهام الحفاظ على نفوذ طهران هناك، حسبما أوردته وسائل الإعلام.
ورأى الشمري أن الدافع من هذا التكتيك مزدوج: فلا يخشى نظام إيران فقط على قادته من الاستهداف، بل يسعى أيضا "لإخفاء ضلوعه الدائم بدعم ومساندة الميليشيات".
وأشار إلى أهداف إيران الاستراتيجية الشاملة المتمثلة "بإخضاع دول المنطقة لهيمنتها واحتكار موارد شعوبها".
وتابع "وهو ما تحاول فعله عن طريق إطلاق العنان لوكلائها كي يثيروا المشاكل ويؤججوا الصراعات".
التصعيد في العراق وسوريا
وبدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة المستنصرية عصام الفيلي إن هناك مخاوف متزايدة من انزلاق الوضع نحو الأسوأ في ظل التصعيد على الساحتين العراقية والسورية.
وأضاف للفاصل أن الولايات المتحدة حددت خطة هجوم مضاد بـ "توقيتات زمنية مفتوحة" ردا على الهجوم على البرج 22.
وذكر أن هذا الهجوم وما تلاه من ضربات أميركية انتقامية على معاقل الفصائل المتحالفة مع إيران "تثير المخاوف من اتساع دائرة الحرب".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة قالت من ناحيتها إنها لا تريد مواجهة مع إيران ونزاعا أوسع في المنطقة، وأنها تعمل في إطار حماية قواتها من أية هجمات مستقبلية.
وقال إن الولايات المتحدة تسعى إلى احتواء الصراع الإقليمي ومنع توسعه.
على أمريكا ان تأدب إيران في عقر دارها وليس في العراق وسوريا
لولا الاحتلال الإسرائيلي والدعم الأمريكي المباشر المعلن لما كان هناك عذر لتواجد المليشيات كما تسميها الذين هم أصحاب الأرض ولهم حق الدفاع عن النفس والوطن
وأخيراً هذه الازدواجية في المعايير
أصبحت مكشوفة للجميع
شكرا لكم جزاكم الله خيرا